نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر مطلعة على فحوى الحراك الدبلوماسي المكثف الجاري في المنطقة، اشارتها الى أن "الرياض التي أحرجت من تسريب خبر اللقاء بين رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كانت في حاجة الى تقديم تبرير له، لجمهورها المحلي والسوري واللبناني، ولو برواية سخيفة لا تنطلي على الأطفال".
ولفتت الى أن "النقاش في أصل اللقاء بدأ على قاعدة بقاء الأسد في الحكم، وعلى قاعدة التأكيد العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزامه نحو سوريا شعباً وقيادة، أثناء لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم نهاية حزيران الماضي. وإلا لم تكن هناك حاجة لذهاب مملوك الى السعودية ليسمع الموقف الذي تعلنه على الملأ"، معتبرة أنه "من المنطقي أن نسمع تبريرات غير منطقية وحديثاً عن أوامر وطلبات سعودية، لما سبّبه التسريب من إحراج للرياض. إذ أن التفاوض لا يزال في مراحله الأولى ولا حلّ ناضجاً بعد".
وأوضحت المصادر أن "التصعيد في اللهجة لتغطية اللقاء أمر مفهوم، خصوصاً أنه ترافق مع اندفاعة سعودية قوية في اليمن، ولأن كل الحراك الذي يجري في المنطقة الآن لا يوحي ببوادر حلول بعد. لم يتغيّر شيء. لعبة الأرض لا تزال هي الأساسية، والأولوية تبقى للوقائع الميدانية حتى إشعار آخر".
ورأت أن "الأمر الأساسي أن الكل بات مقتنعاً بأن أحداً غير قادر على إلغاء أحد. لكن بازار الحلول لن يركب إلا بعد أن يرسخ الاتفاق النووي الايراني عند الأميركيين في تشرين الأول المقبل. عندها سيكون مطلوباً من ايران المشاركة في لملمة الأوضاع برعاية أميركية ــــ روسية، من مقدّماتها النشاط الدبلوماسي الزائد لموسكو، بتفويض من واشنطن، لجمع المعطيات في انتظار الساعة الصفر الأميركية. وعندها ستتحدّد اليد العليا لكل دولة اقليمية في كل من الملفات، السوري واليمني والعراقي واللبناني".